حديقة داري/بقلم الشاعرة/سلمى اليوسف

حديقةُ داري

زرعتُها بيدي 
زيَّنتُها بالزُّهورِ وألوان الورودِ
سيَّجتُها بالتوتِ والتفَّاحِ والكرزِ
وعلى شُرُفاتها داليةُ العِنَبِ
بشروق الشمسِ تتفتَّحُ الزُّهورِ
فتُدخِلُ البهجةَ والنورَ في داري 
 كانتْ أجملَ ما رأتْ عيني
وأروعَ ما لمسَتْ شغافَ قلبي
سِحرُها يأسرُني
وفي رُبوعِها سعادتي 
كانتْ تأخُذُني جاذبيَّتُها
إلى أحضانِ الخيالِ
رغمَ صغرها وبساطتِها حولَ الدارِ
أُرغِمتُ على الرحيل عنها
وأرهقَتْني قسوةُ البِعادِ
أشتاقُها والشوقُ يُفقِدُني صوابي
ونبتُ الأشواكِ في حُقولِ قلبي
باتَ يُجرحُ كلَّ كياني
بفراقِها باتتْ وسادتي صخرةً
السريرُ غادرَهُ الدفءُ
باتَ جلموداً بارداً
ونيرانُ الشوق يتوغَّلُ في فُؤادي
فأفقدُ كلَّ خِياراتي 
وتتلاشى كلُّ قراراتي
لأني أصبحتُ لاجئاً بلا دارٍ
لا أملكُ بُقعةً أزرعُ فيها أزهاري 
وتبقى تلكَ البُقعةُ حُبّي الوحيدَ
والحقيقةَ الوحيدةَ في حياتي
أناجيكَ يا ربّي ...!
وليسَ لِسواكَ مُناجاتي  
متى أجدُ انتمائي وهُويَّتي المفقودةَ ؟! 
أهربُ إلى أقاصي الدنيا
بحثاً عن هُويتي 
إلى متى أكافحُ ؟
إلى متى أحاربُ وأُستشهَدُ ؟!
إلى متى أهربُ ؟!
و متى أنتصرُ ؟
حتى أنالَ حقَّ الحياةِ
وأحملَ هُويَّتي بفخرٍ
وأزرعَ أرضي بالخيرات معَ أزهاري
داخلَ أسوارِ داري

بقلمي ✍️سلمى اليوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

DENGÊ MIN/helbesta/Jan Agirí

ŞAHî/helbestvlan Adel khouja